منـذ سنتـين كنـت أدير مخـزن بقـالة في العـاصمة
حـدث كل شـيء بسـرعة
لم أخسـر جميـع مدخـراتي فقـط بـل غرقـت في ديـون تتطلّـب منـي سبـع سنــوات للتخلّـص منـها
ولقـد أُقفـل مخـزني
وذهبـت الى بنـك التجـار والصنـاعيين
لاستـدانة المـال الكـافي لانتقـالي الى مدينـة أخرى هي كنسـاس سيتـي للبحـث عن عمــل
كنـت أسـير كالـرجل المهـزوم
ولقـد فقدت ثقتـي وشجـاعتي
وفجأة
رأيـت رجـلاً وقـد بُتــرت قدمـاه
كان يجلـس على مقعـد يـرتكـز على عجــلات
ويزحـف في الشــارع بمسـاعدة قطـع من الخشـب يثـبّتـها في كـل يــد
التقيـت بـه بعـد أن عبـر الشـارع
وبـدأ يرفـع نفسـه ليصـل الى الرصيـف
وبينـما هـو يفعـل ذلك التقــت عينـاه بعينـي
فابتسـم لي ابتسـامة عـريضة قائـلاً
صبــاح الخيــر ياسيـد.. صبـاح جميـل.. أليـس كـذلك؟
وفي مــا أنا واقـف أنظــر اليـه..عــرفت كـم أنـا غنـي..فـأنا أملـك سـاقيـن ، وأستطــيع السيـر
شعـرت بالخجـل من نفســي..وقلــت في نفسـي
إذا كــان هـو سعيـداً ومـرحاً وواثقـاً من نفســه برغـم أنـه فقـد سـاقيه
فكيـف يجـب أن أكــون أنا بوجـود سـاقيّ؟
شعــرت بالارتيــاح
وكنـت قـد قــررت أن استلــف مبـلغ الف دولار فقـط من البنـك
فاصبحـت لـديّ الشجـاعة الكـافية لطلـب ألفيــن
وكنـت أنـوي أن أقـول انني ذاهــب الى كنســاس سيتـي لأحــاول العثـور على عمــل
لكــني الآن أُعلــن بثـقة انني أريــد الذهــاب الى كنسـاس للحصـول على عمــل
وفي النهــاية حصلــت على القــرض وحصلــت أيضــاً على العمــل
حــدث ذلك في عشــر ثـوان فقـط
لكـني في خــلالها تعلّـمت كيـف أعيــش أكثـر مما تعلّـمته في العشــر سنـوات السـابقة
من يومـها ألصقــت هــذه الكلمــات على المــرآة حيـث يمكننــي قـرائتـها كل صبـاح
شعــرت بالكــآبة لأنه لا حــذاء لـديّ
حـتى التقيــت في الشـارع برجـل لا سـاقيـن لديـه
لحظة ربما..كفيلة بتغيير خارطة حياتك كليا...
ولحظة ربما كفيلة بهدم خارطتك تماما
ليس الموضوع هو اللحظة
بل هي تفاعلنا مع المواقف والظروف الحياتية التي تواجهنا
وفهمنا لها بما يغيرها تماما الى صالحنا
منقول لعيونكم
اخوكم ::
عجيب بس خطير